مقالات واراء

إذا لم نحسن اختيار الصّديق انقلبت الصّداقة إلى عداوة.

احجز مساحتك الاعلانية

كتب : هانى رفعت

ما أجمل الصّداقة وما أحسن الحياة مع الأصدقاء، وما أتعس الحياة بلا صداقة صادقة.
فقد اشتقّت الصّداقة من الصدق، فكلّ واحد من الصّديقين عليه أن يصدق في حبّه لأخيه وإخلاصه له. والصّداقة مشاركة في السّراء والضرّاء وبذل وعطاء.

فالصّديق الحقّ هو الذي يكون بجوار صديقه في وقت الشّدة، ولا يتخلى عنه حين يحتاج إليه. ولا يصلح كلّ إنسان ليكون صديقاً، لذا يجب علينا أن نحسن اختيار الصّديق، لأنّ الصّديق مرآة لصديقه، فيجب علينا اختيار الصّديق المتأدّب بالأخلاق، والملتزم بالسّلوك الحسن والجميل،

لأنّنا إذا لم نحسن اختيار الصّديق انقلبت الصّداقة إلى عداوة.
وقديماً قالوا:” قل لي من صديقك، أقل لك من أنت “، وهذه قصة جميلة عن الصّداقة، اختتم بها الموضوع، فقد روي أنّ صديقين كانا يسيران في الصّحراء يومين كاملين، حتّى بلغ بهما العطش، والتّعب، واليأس مبلغاً شديداً.

وبعد جدال واحتدام حول أفضل الطرق للوصول إلى الأمان والماء صفع أحدهما الآخر، ولم يفعل المصفوع أكثر من أن كتب على الرمل تجادلت اليوم مع صديقي، فصفعني على وجهي. ثمّ واصلا السّير إلى أن بلغا عيناً من الماء، فشربا منها حتى ارتويا، ونزلا للسباحة، لكنّ الصّديق الذي تلقّى الصّفعة لم يكن يجيد السّباحة، فأوشك على الغرق، فبادر الآخر إلى إنقاذه، وبعد أن استردّ الموشك على الغرق – وهو نفسه الذي تلقّى الصّفعة – أنفاسه، أخرج من جيبه سكيناً صغيرةً، ونقش على صخرة:” اليوم أنقذ صديقي حياتي
هنا بادره الصّديق الذي قام بالصّفع والإنقاذ بالسّؤال، فقال: لماذا كتبت صفعتي لك على الرّمل، ولإنقاذي لحياتك على الصّخرة؟

فكانت إجابته: لأنّني رأيت في الصّفعة حدثاً عابراً، وسجّلتها على الرّمل لتذروها الرّياح بسرعة، أمّا إنقاذك لي فعمل كبير وأصيل، وأريد له أن يستعصي على المحو، فكتبته على الصّخر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى